[size=16][color:5f2a=green][size=16][color:5f2a=magenta]ثالثاً: من آثار السلف:[/color][/size]
[size=16]1- قال قتادة: قال ابن عباس رضي الله عنهما: تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها.[/size]
[size=16]2- قال علي رضي الله عنه: كفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من لا يحسنه ويفرح به إذا نسب إليه، وكفى بالجهل ذماً أن يتبرأ منه من هو فيه.[/size]
[size=16]3- قال معاذ بن جبل: تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية،
وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه
صدقة، وبذله لأهله قربة، وهو الأنيس في الوحدة والصاحب في الخلوة.[/size]
[size=16]4- قال سفيان بن عيينة: قال عمر بن عبد العزيز: من عمل في غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح.[/size]
[size=16]5- وقال أيضاً: أرفع الناس منزلة عند الله من كان بين الله وبين عباده؛ وهم الرسل والعلماء.[/size]
[size=16]6- قال الحسن: رأيت أقواماً من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقولون: من عمل بغير علم كان ما يفسده أكثر مما يصلحه، والعامل
بغير علم كالسائر على غير طريق فاطلبوا العلم طلباً لا يضر بالعبادة
واطلبوا العبادة طلباً لا يضر بالعلم. [/size]
[size=16]7- قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
لكُميل: إن القلوب أوعية فخيرها أوعاها احفظ ما أقول لك: الناس ثلاثة؛
فعالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل
ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق , العلم خير من المال
العلم يحرسك وأنت تحرس المال, العلم يزكو على العمل والمال تنقصه النفقة. [/size]
[center][size=16][color:5f2a=red]آداب طالب العلم[/color] [/size][/center]
[size=16][color:5f2a=magenta]1- إخلاص النية لله في طلب العلم:[/color][/size]
[size=16]تقرر في الشرع أن الله تبارك وتعالى لا يقبل من العبادات
إلا ما كان لوجهه الكريم قال تعالى "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له
الدين" وقوله صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ
ما نوى" وقوله صلى الله عليه وسلم "بشر هذه الأمة بالسناء والتمكين في
البلاد والنصر والرفعة في الدين ومن عمل منهم بعمل الآخرة للدنيا فليس له
في الآخرة نصيب " [إسناده صحيح على شرط البخاري][/size]
[size=16]وقال ابن جماعة رحمه الله: حسن النية في طلب العلم بأن
يقصد به وجه الله تعالى والعمل به وإحياء الشريعة وتنوير قلبه وتحلية
باطنه والقرب من الله تعالى يوم القيامة والتعرض لما أعد لأهله من رضوان
وعظيم فضله... ولا يقصد به الأغراض الدنيوية من تحصيل الرياسة والجاه
ومباهاة الأقران وتعظيم الناس له وتصديره في المجالس. [/size]
[size=16]قال أبو يوسف رحمه الله: يا قوم أريدوا بعملكم الله تعالى
فإني لم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أتواضع إلا لم أقم حتى أعلوهم، ولم
أجلس مجلساً أنوي فيه أن أعلوهم إلا لم أقم حتى أفتضح. [/size]
[size=16]والعلم عبادة من العبادات فإن خلصت فيه النية قبل وزكى و نما بركته، وإن قصد به غير وجه الله تعالى حبط وضاع وخسر صفقته. [/size]
[size=16]وفي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن أول الناس
يقضى يوم القيامة عليهم ثلاثة، ذكر منهم عليه الصلاة والسلام: "ورجل تعلم
العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت
فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت، ولكنك تعلمت
العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل. ثم أمر به؛
فسحب على وجهه حتى ألقي في النار" [أخرجه مسلم] فهذا الحديث قاضٍ بأن على
طالب العلم أن يصحح نيته في طلبه فلا يكون إلا لله وحده يبتغي عنده
الرضوان ويرجو لديه الثواب لا ليرتفع في أعين الناس.[/size]
[size=16]عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم "من طلب العلم ليباهي به العلماء، أو ليماري به السفهاء، أو
ليصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار" [صحيح الجامع 6382][/size]
[size=16]ومن علامات هذه الشهوة الخفية أن المتفقه يتعجل الفتوى
والتدريس بمجرد أن يتصيد مسألة من هنا أو هناك ومن علاماتها أن يشتغل
بعلوم الإجتهاد قبل التفقه في دين الله.[/size]
[size=16]قال أبو قلابة لأيوب السختياني: يا أيوب إذا أحدث الله لك
علماً فأحدث له عبادة و لا يكن همك أن تحدث به الناس. وقال الحسن البصري:
همة العلماء الرعاية و همة السفهاء الرواية فإذا لم تجد القول موافقاً
للعمل فاعلم أنه نذير النفاق. [/size]
[size=16]فاحذري أختي من هذه الشهوة الخفية فطلب العلم طريق إلى
الجنة فإن اتخذتيه طريقاً إلى الدنيا لم تبقي لنفسك حظاً من الجنة ولكن
علوم الدنيا لا تدخل في ذلك ولكن من الممكن أن تنقلب عبادة إذا صلحت النية.[/size]
[size=16]ومن عجيب سنن الله في خلقه أن الذين علمهم من أجل هذه
الشهوة وهذا الحظ من حظوظ النفس لا تجد له بركة ولا نور وتأثيره في نفوس
الناس ضعيفاً ولو كان كثيراً أو كماً متراكماً ولكنه كثير بلا بركة بخلاف
الذين علمهم تلقوه وبذلوه للناس لوجه الله والدار الآخرة تجد عليه بركة
ولو كان قليلاً وتجد له نوراً ولو كان يسيراً وتأثيره في نفوس الناس عظيم.
[/size]
[size=16]فيجب على طالب العلم أن يخشى على نفسه من هذه الشهوة وأن
يدافعها في كل حين وأن يجدد نيته لله عز وجل وأن يدعو الله أن يرزقه
الإخلاص في القول والعمل.[/size]
[size=16]وفي النهاية لا يفوتنا تنبيه مهم وهو أن على طالب العلم أن
لا ينقطع عن الطلب لعدم خلوص نيته فإن حسن النية قد تأتي له بفضل بركة
العلم. [/size]
[size=16]قال كثير من السلف: طلبنا العلم لغير الله فأبى إلا أن يكون لله.[/size]
[size=16]وقال غيره طلبنا العلم وما لنا كبير نية ثم رزق الله النية بعدُ..[/size]
[size=16]أسأل الله عز و جل أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا. [/size]
[size=16][color:5f2a=magenta]2- الاشتغال بطهارة الباطن والظاهر من شوائب المخالفات:[/color][/size]
[size=16]عن ابن عمر رضي الله عنهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم
إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب ولا صورة، فكيف ينزلون قلباً مليئاً
بالأنجاس ومذموم الصفات مثل الغضب والحسد والحقد والكبر وغيرها؟ فالقلب
المظلم المشحون بالذنوب لا يستطيع استقبال الملائكة ولا يبقى فيه مكان
للعلم الذي هو نور يقذفه الله في قلوب من أراد. [/size]
[size=16]قال بعضهم: شكوت إلى وكيع سوء حفظي... فأرشدني إلى ترك المعاصي [/size]
[size=16]وأخبرني بأن العلم نور.... ونور الله لا يهدى لعاصِ [/size]
[size=16]فعلى طالب العلم أن يطهر ظاهرة بمجانبة البدع و التحلي
بسنن رسول الله صلى الله عليه و سلم في أحواله كلها و أن يطهر قلبه من كل
غش وحسد وسوء عقيدة وخلق ليصلح بذلك لقبول العلم وحفظه والاطلاع على دقائق
معانيه فإن العلم كما قال بعضهم: صلاة السر وعبادة القلب وقربة الباطن،
وكما لا تصح الصلاة التي هي عبادة الجوارح الظاهرة إلا بطهارة الظاهر من
الحدث والخبث، فكذلك لا يصح العلم الذي هو عبادة القلب إلا بطهارته.[/size]
[size=16]قال سهل: حرام على قلب أن يدخله النور وفيه شيء مما يكره الله عز وجل. [/size]
[size=16][color:5f2a=magenta]3- تفريغ القلب للعلم وحذف العلائق:[/color] [/size]
[size=16]قال في مختصر منهاج القاصدين: وينبغي له قطع العلائق
الشاغلة فإن الفكرة متى توزعت قصرت عن درك الحقائق وقد كان السلف يؤثرون
العلم على كل شيء. [/size]
[size=16]وقال ابن جماعة رحمه الله: على طالب العلم أن يبادر شبابه
وأوقات عمره إلى التحصيل ولا يغتر بخدع التسويف والتأميل فإن كل ساعة تمضي
من عمره لا بدل لها ولا عوض عنها ويقطع ما يقدر عليه من العلائق الشاغلة
والعوائق المانعة عن تمام الطلب وبذل الاجتهاد وقوة الجد في التحصيل فإنها
كقاطع الطريق. [/size]
[size=16]أختي طالبة العلم: ليس المقصود من قطع العلائق أن يضيع
المرء من يعول أو يترك واجباته تجاه بيته وأولاده؛ إنما المقصود أن يقطع
من العلائق الشاغلة ما هو بغنى عنه مع بذل الجهد لطلب العلم. [/size]
[size=16][color:5f2a=magenta]4- الأخذ بالورع وإدامة الذكر:[/color][/size]
[size=16]أهم ما ينبغي لطالب العلم الحرص عليه ذكر الله عز وجل في
كل حال فإن ذكر الله هو باب الفتح الأعظم وسبيل الوصول الأقوم ومن صدف عنه
فقد حُرم الخير كله وسار على غير سبيل ومن وُفق إليه فقد هُدي إلى الرشد. [/size]
[size=16]قال ابن القيم: حضرت ابن تيمية مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر
الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار ثم التفت إليّ وقال هذه غدوتي ولو
لم أتغد الغداء لسقطت قوتي.[/size]
[size=16]هذا حالهم أختي الحبيبة وهذا الذي بلغ بهم ما بلغوا من علم مبارك ولهذا فتح لهم من أبواب العلم ما لم يفتح لغيرهم.[/size]
[size=16]وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: ربما طالعت على الآية الواحدة مائة تفسير ثم أسأل الله الفهم وأقول يا معلم إبراهيم علمني..[/size]
[size=16]5- اختيار الصاحب والرفيق:[/size]
[size=16]ينبغي لطالب العلم أن لا يخالط إلا من يفيده أو يستفيد منه
وإن تعرض لصحبة من يضيع عمره معه ولا يفيده ولا يستفيد منه ولا يعينه على
ما هو بصدده فليتلطف في قطع عشرته به من أول الأمر قبل تمكنها، فإن الأمور
إذا تمكنت عسرت إزالتها ومن الجاري على ألسنة الفقهاء "الدفع أسهل من
الرفع", وإن احتاج إلى من يصحبه فليكن صالحاً تقياً ورعاً ذكياً كثير
الخير قليل الشر إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه وإن احتاج واساه وإن ضجر صبره.
[/size]
[size=16][color:5f2a=magenta]6- علو الهمة:[/color][/size]
[size=16]على طالب العلم أن تكون همته عالية فلا يرضى باليسير من
العلم مع إمكان الكثير وأن لايؤخر واجبات يومه إلى غده ولا يغفل عن
استحضار دروسه ولا يضيع وقته.[/size]
[size=16]قيل للشعبي رحمه الله: من أين لك هذا العلم كله؟ قال: ينبغي الاعتماد والسير في البلاد وصبر كصبر الجمال وبكور كبكور الغراب. [/size]
[size=16]وينبغي على طالب العلم ترك الكسل والتواني؛ فقد قال يحيى
ابن كثير: لا يستطاع العلم براحة الجسم؛ فإن المرء يطير بهمته كالطير يطير
بجناحيه.[/size]
[size=16]قال الحسن: إنما يذهب العلم بالنسيان وترك المذاكرة.[/size]
[size=16]وعلى طالب لعلم المداومة على الطلب؛ قال مالك رحمه الله: لا ينبغي لأحد يكون عنده علم أن يترك التعلم. [/size]
[size=16]وقال محمد بن الحسن: إن صناعتنا هذه من المهد إلى اللحد؛ فمن أراد أن يترك عملنا هذا ساعة فليتركه الساعة. [/size]
[size=16]يتبع[/size][/color][/size]