[color:f47e=Red][size=16]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هيرودس الكبير
( 73 - 4 ق.م. )
[/size][/color][center][color:f47e=Red][size=16][img]
http://knol.google.com/k/-/-/dc1h438isv0m/8ejgqp/prisedejc3a9rusalemparhc3a9rodelegrand.jpg[/img] [/size][/color][/center]
[color:f47e=Red][size=16]
هيرودس الكبير يهاجم القدس، في 36 قبل الميلاد، من جان فوقيت
تاريخه:
كان والد هيرودس الكبير هو أنتيباتر الأدومى ، وكان الأدوميون من نسل عيسو
، وكانوا يقطنون المنطقة الواقعة إلى الجنوب من فلسطين وتمتد جنوبا إلى
شمالى الجزيرة العربية ، وقد غزا بلادهم يوحنا هركانس المكابي وأجبرهم على
إعتناق الديانة اليهودية وممارسة الختان . ورغم هذا كان اليهود ينظرون إلى
الزدوميين بعين الشك ، ويطلقون عليهم وصف أنصاف يهود .
وهيرودس الكبير هو أشهر أفراد العائلة الهيرودسية ، ومع أن اسمه لا يذكر
فى الكتاب المقدس إلا بالارتباط بولادة يوحنا المعمدان ( لو 1 : 5 ) وبقصة
مجئ المجوس إلى أورشليم ( مت 2 ) ، إلا زن نفوذه على فلسطين فى مدة حكمه
الطويلة كان بالغا ، مما يستدعى الإلمام بتاريخه لمعرفة الأوضاع الحقيقية
في فلسطين فى أيام العهد الجديد . ولأن يوسيفوس يكرس له هذا الحيز الكبير
من كتابيه : التاريخ اليهودى ، و الحرب اليهودية ، فهذا دليل على الأهمية
البالغة لهيرودس كما رآها هذا المؤرخ الشهير .
عائلته وخلفيته :
كان هيرودس - كما سبق القول - أدوميا . ويبدو أن أباه أنتيباتر كان على
رأس الأمة الأدومية - وإن كان يوسيفوس لا يذكر موقعه الرسمي - وتزوج امرأة
عربية أنجب منها خمسة أبناء ، وكان هيرودس هو الوحيد بينهم الذي حمل اسما
يونانيا . والأرجح أنه ولد فى نحو 73 ق.م .
وقبل مولده بكثير ، كان أباه أنتيباتر - الرجل الغنى الطموح - قد زج بنفسه
فى الشئون السياسية لليهود . ففى ذلك الوقت كان أخوان من العائلة اليهودية
الحاكمة ، هما أرستوبولس وهركانس يتنازعان على السلطة . وكانت لأرستوبولس
الغلبة ، فتدخل أنتيباتر إلى جانب هركانس . وكانت اليد العليا فى ذلك
الوقت للرومان ، الذين فصلوا فى النزاع لصالح هركانس ، لكنهم قضوا فى
الواقع على استقلال اليهود .
فعندما وصل بومبى إلى فلسطين ، كان هيرودس فى نحو العاشرة من عمره . وقد
أدرك ، وهو صبي ، شيئاًعن عظمة روما العسكرية ، وعن حنكة أبيه أنتيباتر فى
تعضيده للحكم الروماني ، ونتيجة لذلك أصبح لأنتيباتر نفوذ فى الشئون
اليهودية . وكان أنتيباتر يفخر بالأفضال الكريمة التى أضفاها يوليوس قيصر
على ذمة اليهود ، والتى جاءت نتيجة للمساعدة التى قدمها للقيصر فى حملته
على مصر .
ومع أن هيركانس ظل ملكاًبالاسم على الأمـة اليهودية ، كما كان يشغل مركز
رئيس الكهنة ، فإن السلطة الحقيقية انتقلت إلى يد أنتيباتر ، لأنه كان
يعرف اليهود أفضل مما يعرفهم الرومان ، كما كان يمكن الاعتماد عليه فى أن
يظل مواليا لسادته ( الرومان ) . وقد أصبح هذا هو أساس السياسة التى
اتبعها هيرودس . ورغم كفاءته البارزة واهتمامه بخير اليهود ، فإنه كأدومى
، لم يكن ممكنا أن يفوز بمحبة الشعب اليهودي واعتباره شخصا منهم ، بل
كانوا يعتبرونه عميلاًفى خدمة الدولة الغريبة التى غزت بلادهم ، فقد حاصر
بومبي أورشليم وقتل الآلاف من سكانها ، بل وتجرأ على الدخول إلى قدس
الأقداس فى الهيكل .
هيرودس فى شبابه :
فى السادسة والعشرين من عمره عينه أبوه حاكما على الجليل ( فى 47 ق.م. ) ،
وسرعان ما أظهر جدارته بتدميره أوكار عصابات اللصوص من قاطعى الطريق ،
والقضاء عليهم ، مما أدى إلى اعتراف الأهالى بفضله ، ولكن آخرين فى الأمة
نقموا عليه نجاحه وما حازه من شهرة ، فأوعزوا صدر هركانس ، فاستدعاه
لمساءلته عن قتله لأناس ، مما يتعارض مع الشريعة اليهودية ، فمثل هيرودس
أمام السنهدريم ، وما أن ظهر هذا الشاب الفارع الوسيم فى ثيابه الفاخره ،
وحوله حرسه ، حتى خشي أعضاء السنهدريم من اتخاذ إجراء ضده . ولم ينس
هيرودس هذه الاهانة ، فما أن أصبح ملكا حتى أخذ بثأره وقتل كل أولئك
المعارضين .
ولم تكن الأمور فى الدولة الرومانية على ما يرام في الأيام الأخيرة من
الجمهورية ، فقد شكل قيصر وبومبى وكراسيوس أول حكومة ثلاثية فى 60 ق. م.
ولكن كراسيوس لقى حتفه على الحدود الشرقية ، وتنازع الاثنان الآخران على
السلطة . وقد استفاد اليهود من دكتاتورية القيصر . وبعد اغتيال يوليوس
قيصر ، تشكلت حكومة ثلاثية زخرى من مارك أنطونيوس وأوكتافيوس ( ابن زخت
قيصر ) ولبيدوس . وكان هدفهم الأول هو معاقبة بروتس وكاسيوس لمقتل يوليوس
قيصر ، وكان هيرودس للجانبين ، حيث أن كاسيوس كان صديقاًله وقد وعده
بتعيينه ملكا على اليهودية ، بينما كان أنطونيوس صديقاًأقرب ، فلم يكن
هيرودس ينتظر منه أقل من ذلك في حالة انتصاره . وقد قُتل أنتيباتر غدراً،
وكان هيرودس هو الشخص التالى بعده .
ولكن طالما كان هناك أمير من سلالة الأشمونيين ( المكابيين ) حياً، كان فى
الإمكان إثارة روح الثورة بسهولة بين اليهود ، ولم يكن هناك منهم سوى أمير
واحد هو أنتجونس بن أرستوبولس . وفكر هيرودس فى زنه لو أمكنه التغلب على
مشكلة أصله الأدومى بالزواج من أميرة من دم يهودى ، فإنه يحطى بالقبول عند
الأمة اليهودية ، وبناء على ذلك خطب ماريامنه الأميرة المكابية ، رغم أنه
كان متزوجا من قبل .
في ذلك الوقت كان أوكتافيوس وأنطونيوس قد أحرزا الانتصار على بروتس ، مما
جاء بأنطونيوس إلى سورية وفلسطين للإشراف على الأمور هناك . وقد ظل هركانس
فى موقعه حاكما لأمته ورئيسا للكهنة ، بينما تعين كل من هيرودس وأخيه
فسائيل رئيسى ربع ، ولكنهما فى الواقع أمسكا بزمام السلطة ، وأصبحا هما
المسؤلين أمام السلطات الرومانية .
وانشغل أنتجونس باخماد التمرد ، ووقع أنطونيوس أسيراًأمام فتنة كليوبترا
ملكة مصر ، وسرعان ما وجد هيرودس نفسه فى موقف محفوف بالمخاطر ، وبخاصة
عندما استطاع أنتجونس أن يحظى بمسـاعدة الفرتيين ( رجال الحرب ) الذين
شقوا طريقهم إلى أورشليم ، ووقع فسائيل وهركانس فى الشرك وأخذا أسيرين ،
وبعدها بقليل انتحر فسائيل ، ولجأ هيرودس إلى الهرب بعد أن أودع أسرته فى
قلعة ماسادا على الشاطئ الغربى للبحر الميت ، وارتحل إلى روما على أمل
الحصول على معونتها. ولم يخب رجاؤه ، فقد عينه أنطونيوس ملكاًعلى اليهود ،
كما حظى بموافقة أوكتافيوس ، الذى قدمه إلى مجلس الشيوخ ( السناتو )
باعتباره الشخص الذي يستطيع أن يحافظ على مصالح روما ضد أنتجونس والفرتيين
أعداء روما الألداء . وبدون اعتراض أحد ، أعلن مجلس الشيوخ الرومانى
هيرودس ملكا على اليهودية ( فى 40 ق . م.) .
هيرودس ملكاً:
يبدو أن هيرودس كان فى نفس الوضع الذي ذكره الرب يسوع فى مثل الإنسان شريف
الجنس الذي ذهب إلى كورة بعيدة ليأخذ لنفسه ملكا ويرجع ( لو 19 : 12 ) ،
ولو أن المثل أكثر انطباقاًعلى أرخيلاوس مما على أبيه هيرودس . فلقد حصل
على اللقب ولكن ليس على المملكة . وإذ نزل فى بطلمايس ، جمع حوله قوات
واستدعى أسرته من ماسادا ، وشرع في مهمته الشاقة فى إخضاع الاقليم . وكان
الجليل على استعداد للثورة حالما يعطيه هيرودس ظهره ، وكان القواد
الرومانيون الذين أمرهم القيصر بمساعدة هيرودس ، قد استطاع أنتجونس زن
يرشوهم ، فلم يقوموا بواجبهم فى مساعدة هيرودس ، ولكنه استطاع
أخيراًالحصول على معونة روما له بفرقتين أرسلهما له أنطونيوس بقيادة
سوسيوس ( Sossiws ) فحوصر أنتجونس في أورشليم ، وإذ شعر هيرودس أن سقوط
المدينة أصبح وشيكا ، انتهز الفرصة وتزوج من ماريامنة من السامرة . وبعد
حصار دام خمسة أشهر ، سقطت أورشليم فى يده ، وقُتل أنتجونس ، وبمقتله ضاع
كل زمل لليهود فى استقالهم القومي.
ولكن هذا الانتصار لم يحل كل مشكلات هيرودس ، فقد ظهر خطر جديد فى أطماع
كليوباترا ملكة مصر ، وكان أنطونيوس الذى جعل من أسيا منطقة لنفوذه ، قد
وقع أسيراًمثلما وقع يوليوس قيصر من قبل - أسيراًلجمالها وفتنتها ،
واستطاعت بدهائها أن تقنع أنطونيوس بأن يمنحها العديد من مدن هيرودس ،
والإصرار على أن يعلن هيرودس الحرب على العرب ، على أمل اضعاف الجانبين ،
حتى تستطيع هي أن تلتهم ممتلكاتهم . ولكن هيردوس استطاع أن يخرج من هذه
الحربب ظافراً.
كان هدف كليوبترا الحقيقي هو أن تقيم في الشرق دولة تنافس قوة روما فى
الغرب . وعندما وضح زن أنطونيوس قد ألقى قرعته معها ، أصبحت الحرب مع روما
أمراًمحتوماً. وباعتبار هيرودس صديقا لأنطونيوس كان يريد أن يساعده ، وكان
يود لو يذهب معه إلى القتال ، ولكن كليوبترا التى كانت تغار دائما من
هيرودس ، لم تسمح بذلك . وفى معركة اكتيوم البحرية ( 31 ق.م. ) انتصر
أوكتافيوس ، واضطر جيش أنطونيوس للاستسلام ، وأبحرت كليوبترا إلى مصر ،
وتبعها أنطونيوس ، وأخيراً انتحر كلاهما .
ولاء هيرودس لأنطونيوس ، جعله فى موقف خطير بالنسبة للمنتصر ، ولكنه بدلاً
من التماس العفو ، أعلن جهاراً صداقته لأنطونيوس ، معطيا الانطباع بأنه
يمكن أن يكون نافعا لأوكتافيوس ، كما كان نافعا لأنطونيوس . وكان هذا
تكتيكاًبارعاً، فلم يكتف أوكتافيوس بالصفح عنه ، بل أيضا رد له المدن التى
كانت كليوباترا قد استقطعتها من أملاكه ، وبذلك وسَّع من أملاكه باضافة
مناطق عديدة فى الشرق والشمال الشـرقى من بحر الجليل .
وإذ تخلص من هذا المأزق ، حكم حكماًطويلاًناجحاً، لأن انتصار أوكتافيوس (
الذي أصبح أوغسطس قيصر ) حقق السلام الرومانى ، فقد انتهى الصراع الذي شوه
الأيام الأخيرة للجمهورية . ولكن كارثة حاقت بأسرة ملك اليهود ، فقد حدث
نفور بينه وبين زوجته ماريا منه بسبب مضايقات أمها - ألكسندرة المستمرة .
وفوق هذا استطاعت أخته سالومي - التي كانت تغار بشدة من
ماريامنة المكابية - تبذر بذور الشك فى عقل هيرودس من جهة أمانة ماريامنة
. ومع أناتهاماتها كانت على غير أساس ، فإن هيرودس بدأ يصدقها ،
وأخيراًزمر بإعدام زوجته ، ولكنه ندم بعد ذلك ندماًشديداًومرض من الحزن ،
وظن أطباؤه أنه سيموت . ومع أنه شفي من مرضه بمرور الوقت ، فإنه لم يعد
أبداًإلى ما كان عليه أولا ، لأن الجانب المشرق من طبيعته كان قد اختفى ،
وأصبح رجلاًمعكر المزاج ، كثير الشك ، مما كان سبباًفى تفاقم النزاع بين
نسائه وداخل أسرته .
أعماله :
قد وجد هيرودس متنفسا للضغوط الواقعة عليه ، فى توجيه اهتمامه إلى الأشغال
العامة التى تضفى عليه هالة من العظمة . وكان أعظم هذه الزعمال اعادة بناء
الهيكل فى أورشليم وتوسيعته مستخدما فى ذلك ألف كاهن ممن سبق تدريبهم على
أعمال البناء . بالإضافة إلى الآلاف من العمال الآخرين . وقد بدأ العمل
فيه فى 20 ق.م. ولم يكن قد انتهى العمل فيه فى أيام الرب يسوع المسيح .
وكانت تقوم فى الركن الشمالى الغربى منه قلعة أنطونيا التى أسماها على اسم
أنطونيوس صديقه القديم . وأقام قصره هو خارج الهيكل على مساحة رحبة ،
وزخرفه زخرفة رائعة ، وأطلق على جناحيه اسم أوغسطس قيصر ووزيره أغريباس .
كما أعاد تشييد السامرة وحصنها وأطلق عليها اسم سيبسطة ( وهو اللفظ
اليونانى لأوغسطس ) . وفى برج ستراتو على ساحل البحر المتوسط بنى
حاجزاًللأمواج ، وهكذا جعل منها ميناء ، كان ساحل فلسطين الغربى فى حاجة
إليها ، وأطلق عليها اسم قيصرية . وكانت المدينة تحتوى على ميدان للألعاب
تجرى فيه المسابقات دوريا. وعلى بعد بضعة أميال إلى الجنوب منها بنى
هيرودس مدينة أنتيباتريس تخليداًلاسم أبيه ، وكانت محطة على الطريق إلى
أورشليم ( أع 23 : 31 ) . وإلى الشمال بعيداً، شيد معبداًلروما
والإمبراطور فى بانيون وهى المعروفة باسم قيصرية فيلبس فى الأناجيل . وشيد
حصوناًعديدة فى مواقع مختلفة لمنع قيام ثورات ، كان أحدها بالقرب من أريحا
، وأطلق عليه اسم سيبروس .
وإظهاراًلكرمة وسخائه ، أقام هيرودس - ملك اليهود - معابد فى مجتمعات خارج
حدود مملكته ، إذ رغم ما أبداه من ولاء لإله اليهود ، كان فى داخله وثنيا
، ولكى يرضى شعبه من اليهود ، أكـد لهم أنه كملك فى خدمة روما ، عليه أن
يسايرهم فى ممارساتهم . كما أعان ماليا الألعاب الأوليمبية التى كانت فى
حاجة إلى ذلك . وكان سخاؤه للمجتمعات الأجنبية التى امتـدت إلى أثينا
واسبرطة ، إنما لاثبات ولائه الشديد للحضارة الهيلينية ، ولمعاونة اليهود
فى الشتات ، مما كان موضع شكر ، لم ينل مثله من رعاياه.
وقد حكم هيرودس رعاياه بيد من حديد . ويقول يوسيفوس إن هيرودس كان فى بعض
الأوقات يلبس ثياب مواطن عادي ، ويختلط بالجماهير ليعلم ما يقولون عنه .
وأي مؤامرة كانت تقابل بسرعة وبشدة بالغة . وفي الناحية الأخرى ، ففى سنة
القحط والتهديد بمجاعة كان الملك - بتضحية بالغة منه - يستورد القمح من
مصر لإنقاذ حياة الكثيرين من الناس .
ويلخص يوسيفوس الأمرين ، بالقول : لقد ضمن خضوع الشعب بطريقين : الخوف إذ
كان عنيفاًفى عقابه ، واظهار العطف الشديد فى حالة الأزمات .
ولكن هذا المجد الخارجى لحكم هيرودس كانت تعكره المتاعب العائلية التى ظلت
تحاصره . فبعد زن تخلصت سالومى - أخته - من ماريامنة ، بدأت تتآمر على
ولديه من ماريامنة : أرستوبولس وألكسندر ، مدعية لهيرودس أنهما يتآمران
ضده . وللخلاص من مؤامراتهما المزعومة ، جاء بأنتيباتر - ابنه من زوجته
الأولى دوريس - وجعله فى مكان الحظوة والصدارة . فازدادت المؤمرات من
الجانبين . وشكا هيرودس ابنيه من ماريامنة فى محضر أوغسطس قيصر ، الذي عقد
صلحا مؤقتاًبينهم ، انتهى أخيراًباعدام الشابين . وقد جعل الشخط العام على
معاملة هيرودس لابنيه ، حياته بائسة وأقل أمنا مما كانت قبلاً.
وفى العقد الأخير من حياته ، أصبح أكثر توتراً، ومن الصعب جدَّا التعامل
معه ، وفترت علاقة أوغسطس قيصر به ، مما أضر به فى العديد من النواحي .
وبالرغم من كل جهوده ، عجز عن استرضاء الفريسيين وكسب تأييدهم . وفوق الكل
ازداد جوه العائلى سوءاً، فقد كان لهيرودس عشر زوجات ، وكانت أخته سالومى
لا تكف عن نسج المؤامرات على زعم مساعدة هيرودس . كما كان أنتيباتر
أيضاًيلعب نفس اللعبة لصالحه ، كما تورط فيروراس - أخو هيرودس فى مؤامرة
مع أنتيباتر لقتل هيرودس بالسم ، وكان هذا تصرفاًغبيا من أنتيباتر ، إذ
كان هيرودس قد كتب وصيته بأن يخلفه أنتيباتر ، ولكن أنتيباتر نفد صبره إذ
طال عمر هيرودس .
وكان من أعمال هيرودس الأخيره ، أنه أمر بقتل ابنه أنتيباتر وتغيير وصيته لصالح ابن آخر هو أرخيلاوس .
ومذبحة أطفال بيت لحم ، التى أمر بها هيرودس في الأيام الأخيرة من حكمه (
مت 2 : 16 ) تتفق تماماً مع حقائق حياته ، فقد اشتهر بتعطشه لسفك الدماء ،
الذي ظهر فى مواقف عديدة ، كما كان شديد الخوف من أي مؤامرة على عرشه .
وقد جعلته تصرفاته المتهورة - فى أيامه الأخيرة ، وقد قارب السبعين من
العمر - يبدو مجنونا. وقد ظهر هذا على أقوى صورة ( كما يذكر يوسيفوس ) فى
استدعائه وجهاء الأمة لمقابلته فى أريحا - عندما أحس بدنو أجله - فلما
جاءوا ، زمر بحبسهم فى ميدان السباق ، وأصدر الأمر بقتلهم جميعاًفى لحظة
وفاته ، ليكون هناك نوح عام عند موته . ولكن هذا الزمر الفظيع - من رجل
محبط مر النفس - لم ينفذ . *ومات هيرودس الكبير فى 4 ق.م .
منقول[/size][/color]